الأربعاء، 14 مارس 2012

عصفور 1

عند ولادة ريم  كانت اختها  البكرى قد اتمت عاما واحدا وجأت ريم الى الدنيا  ضعيفة هزيلة ولكنها كانت  تقاوم لتعيش وعندما اتمت اربعون يوما  جأها جفاف وكادت  تضيع من والديها لولا ان  لحقها طبيب ماهر بدواء سريع  انقذ حياتها من موت محقق وعندما دخلت السنة الاولى الابتدائى  شب حريق  محدود  بمدرستها واحترقت ساقاها  ولكن الحمدلله ربنا سترها  ولم  تصب سوى الساق فقط  واثناء رحلة العلاج اعطاها الطبيب جرعة دواء مضاعفة بدون قصد  مما تسبب بفقدان حاسة السمع نهائيا ولكنها حمدت ربها على كل شىء وواصلت رحلة العلاج  مابين  عيادات الاطباء والمستشفيات  حتى من الله عليها بالشفاء  وعادت ساقها لطبيعتها العادية اللهم الا من بعض  الالوان الغامقة
ولم يتركها اهلها  تواصل مشوار حياتها وحدها بل وقفوا بجانبها وبخاصة عمتها التى اصبحت مقربة منها وكانت بمثابة امها الثانية ومعلمتها فى الحياة بجانب  والدتها 
وواصلت عمتها تشجيعها على مواصلة حياتها وتخطى جميع الصعاب فى جميع مراحل التعليم وقد  استعانت بسماعة طبية لتستطيع سماع من حولها بجانب تعلمها لغة الشفاه واخذ جلسات تخاطب  لمساعدتها  على تعلم تلك اللغة 
وكانت ريم بشهادة الاطباء الذين عالجوها ذكية وقوية الارادة وواثقة من نفسها 
وكانت تطلب ممن حولها ان يعاملوها كفتاة عادية وكانت ترفض نظرات الشفقة وتهرب منها ولا تطيقها فهى ترى نفسها  لا ينقصها شىء وانها  فى نعمة من ربها لايدركها الا صاحبها وكانت تشكر ربها دائما على هذه النعمة
فبسبب فقدها السمع  واصلت تعليمها حتى انتهت من الثانوى الفنى الذى كانت قد اختارتة بكامل  ارادتها رغم مجموعها الذى اهلها لدخول  الثانوى العام  ولكنها فضلت التعليم الفنى  لأنها ارادت تخفيف العبء  المادى عن اهلها 
ووفقها الله فى نفس عام تخرجها  وجأتها فرصة للعمل بأحدى المدارس بوظيفة مكتبية قبلتها على الفور لتستطيع الاستقلال بحياتها المادية  وفى نفس الوقت واصلت تثقيف نفسها بقراءة الكتب من مختلف الاشكال والانواع لأن عمتها كانت قد شجعتها من الصغر على تنمية هواية القراءة لديها كى تتعلم وتثقف نفسها 
فتولد لديها حب القراءة حتى صارت الكتب افضل جليس وصديق لها لدرجة انها كانت توفر من مصروفها الخاص بدلا من ان تشترى طعام لنفسها كباقى اقرانها  كانت تشترى كتاب  لتقراءة لدرجة انها كانت تعيد قراءة الكتاب الواحد اكثر من مرة وكانت ترفض التفريط فى تلك الكتب وتحافظ عليها كثيرا
وقرأت ريم  فى مختلف المجالات  الادبية والدينية والثقافية والسياسية وان كانت مالت اكثر للكتب الادبية 
وبعد التحاقها بالعمل لم تنس حلمها القديم بمواصلة تعليمها الجامعى وبمجرد ان استطاعت ان تقف على ساقيها ماديا  قدمت اوراقها فى التعليم المفتوح وواصلت التعليم بالدراسات العليا بجانب عملها بالمدرسة  
وكان كل من يتعرف عليها يعجبة هدؤها وطيبة قلبها وارادتها القوية فى مواصلة الحياه بعزيمة واصرار
وكانت تحمد ربها كثيرا  ان الغالبية لا يعرفون بموضوع فقد السمع  وذلك  لأنه كانت تتكلم بطبيعة جدا وترد على من يحادثها
لدرجة ان بعضهم  حينما اخبرتهم بحقيقة فقدها للسمع لم يصدقوها الا عندما شاهدوا الشهادة الطبية بفقد السمع وزاد اعجابهم بها اكثر لأنهم وجدوها فتاة لم تسمح لظروفها الصحية ان تؤثر على حياتها
وكان كل من يتقدم لخطوبتها كانت تخبرة اولا بكل تلك الظروف  عملا بالحديث الشريف  من غشنا فليس منا


 
كان ياما كان

كان فيه عصفور

قلبه صغير

ريشه قصير

حلمه يرفرف بره السور

كان إنسان من طين ، من نور

كان بيدور ع اللى يخضر

قلب الناس القاسى البور

كان ياما كان قلب الحدوتة رق و حن

على البنوتة فى زمن اتجن

زمن الناس فى قلوبها وحوش

زمن الغاب و الناب و وشوش

تحزن غش و تضحك زور